ميشيل عفلق

في سبيل البعث - الجزء الخامس


مدرسة الحياة والنضال

 

إنها فرصة طيبة (1) أن تتاح لي مشاهدة فتياتنا العربيات وقد نهضن لحمل المسؤولية القومية بما تتطلبه الظروف القاسية التي تمر بها أمتنا، فمعركة الأمة العربية معركة مصير، معركة وجود او فناء، ففي ضوء هذه الرؤية لا يجوز ان يتخلف احد من أفراد الأمة، والمرأة كما نعرف جميعا هي عدديا نصف المجتمع ولكنها أكثر من ذلك من حيث المكانة ومن حيث التأثير في تربية الأجيال. انتن جئتن للعراق للدراسة وها هو العراق يقدم لكن المدرسة المثلى عندما يتيح لكن المشاركة في معركة قومية عادلة وجدية إلى ابعد حدود الجدية، هذه هي الدراسة التي يكون الامتحان فيها هو المعيار الصحيح لمدى استيعاب الطلاب والطالبات لحقيقة المعرفة وللأغراض العميقة من تلقي المعرفة ومن دراسة العلوم والفنون، لان غاية الدراسة دوما الحياة نفسها، أن نبني الحياة وأن نغني مجتمعنا وان نعطي أمتنا خلاصة ما تعلمناه ليس في المعارك فحسب وإنما أيضا وعلى الأخص ما اكتسبناه في مجال نمو الشخصية وتكاملها وامتلاكها للفضائل الأساسية التي تساعد على الكفاح في هذه الحياة التي لا يصمد فيها إلا المكافحون.

 

16 حزيران  1983

(1) حديث مع قاعدة تدريب الطالبات العربيات في أحدى معسكرات تدريب المقاتلين ببغداد في 16 حزيران  1983

 

 

الصفحة الرئيسية للجزء الخامس