ميشيل عفلق

في سبيل البعث - الجزء الخامس


عصر الوحدة

 

ايتها الرفيقات والرفاق(1)

نحن امام ظرف خطير لا يجوز ان نستهين به او نخفف من خطورته، ولكننا في الوقت نفسه نشعر أننا اقدر وأقوى من أي وقت مضى على مواجهة الظروف الخطيرة وأننا مهما تبلغ خطورتها نستطيع بل يجب ان نحيلها الى قوة جديدة تضاف الى ثورتنا العربية الصاعدة، نبحث عن العارض الوقتي المصطنع في المؤامرة الكبيرة التي دبرها اعداء الأمة لكي نكشف اصطناعه وضعفه ولكي نسهل على جماهيرنا العربية والمناضلين الثوريين في سائر ارجاء وطننا الكبير ان يتغلبوا على هذا الخطر عندما يعرفون ما ينطوي عليه من خدعة، ونكشف ايضا عن الجدية والعوامل الحقيقية التي ما كانت المؤامرة لتقوم ولتكبر الى هذا الحد لولا ثغرات وأمراض ونواقص ما زالت قائمة في مجتمعنا، في بنياننا القومي، في تكوين ثورتنا المعاصرة. تأتي التحديات لتزيدنا تنبها ولتزيد خطانا سرعة في معالجتها لكي يصبح البنيان متينا واكثر منعة وصلابة.

قلما عرفنا ظرفا في حياتنا القومية، في مسيرة حزبنا العظيم كانت فيه الأمور واضحة الى هذا الحد. وهذه علامة ايجابية مشجعة لان هذا الوضوح في الظرف وفي تصرفات الأعداء وعملائهم ليس مقصودا من قبلهم بقدر ما هو نتيجة لتقدم الثورة العربية ولكونها لم تعد تترك للاعداء وأدواتهم فسحة واسعة للتستر والمغالطة والالتواء..

اننا كعرب وكثورة عربية نعاني منذ سنوات ومنذ سنة وبضعة أشهر على وجه التخصيص، نعاني من ظاهرة شاذة في الحياة العربية، في السياسة العربية، تكاد تكون ظاهرة فريدة، ظاهرة مرض وشذوذ، هذه التي تتمثل في شخص السادات وفي عقليته ونفسيته وممارساته. فقد عرفنا عهودا رجعية مفرطة في رجعيتها فاسدة ومفرطة في فسادها مرتبطة بالأجنبي تأتمر بتوجيهاته، ولكننا لم نعرف بعد مثل هذه الظاهرة خاصة عندما تظهر في اكبر قطر عربي، في قطر كانت له دوما القيادة والريادة والثقل الأكبر في التاريخ العربي، في الحضارة العربية، في مواجهة الغزوات التي دبرها الغرب منذ العصور الوسطى ضد الأمة العربية.

هذه الظاهرة اذا توقفنا عندها قليلا، فلكي لا تأخذ في تصورنا حجما اكبر مما تستحق ولكي لا تدخل أي اثر للوهن في عزيمتنا. فالسادات اذا نظرنا الى الوقت والى الظروف التي جاء فيها الى الحكم في هذا القطر الكبير الذي يعادل كما يردد السادات وأبواق إعلامه نصف الأمة العربية من حيث العدد ومن حيث الامكانات، في اي ظرف جاء السادات؟ بعد ان قضى ما يقرب من العشرين عاما في زوايا الإهمال في عهد عبد الناصر وفي "الحياة التافهة"، تساعده لعبة الأقدار بان يصل الى السلطة، فلا تتحمل شخصيته العادية تغيرا مفاجئا مثل هذا، فيجعل من السلطة متنفسا لعقده المكبوتة، جاء بعد عهد من البطولة وجاء بعد ملحمة من الاعمال لم تكن مقتصرة على مصر بل شاركت فيها جماهير الأمة العربية بكاملها، سواء أكانت المشاركة بالفعل ام بالفكر والعاطفة، وبالرغم من ان ذلك العهد كان ايضا يعاني من نواقص فادحة لم تتح له ان يتوج تلك الملحمة بالنصر المبين بل انتهت كما نعرف جميعا بشكل مؤلم فاجع وتحملت الأمة العربية كلها نتائج تلك المغامرة ولكن ذلك كله لا يمحو حقيقة مغروسة في قلوب الجماهير العربية وقلوب جماهير مصر بان محاولة صادقة جرت، محاولة بطولية، جرت في عهد عبد الناصر من اجل توحيد القوة العربية في وجه اعداء الأمة الاستعماريين ومحاولة لتثوير الجماهير ولاستخراج القوى الثورية والنضالية في عدة ساحات عربية. ولست بحاجة الى ان اذكر وأنا أخاطب مناضلين بعثيين بأنه كان للبعث فضل وسبق وإسهام كبير في خلق تلك الأرضية الثورية في الوطن العربي وفي تمكين عبد الناصر من ان يتجاوب مع أماني الشعب العربي وان يقف تلك المواقف الجريئة الشجاعة في وجه الاستعماريين. هذا الجو قد تغير واختلف بعد الهزيمة ثم بعد غياب عبد الناصر وآلت الأمور الى شخص السادات فلم يستطع ان يكتشف لنفسه دورا تاريخيا الا بحالة غير معقولة من الاستسلام والتبعية والذوبان في جسم الأعداء حتى عبر عن حصيلة ذلك في الخيانة السافرة التي أوصلته الى توقيع معاهدة الخيانة..

نريد ان نخلص من هذا الى ان شيئا من شخصية السادات ساعد على إبراز موقف التبعية والاستسلام الى هذا الحد من الخيانة، ولكن تبقى الحقائق هي هي اذا صرفنا النظر عما أضافه شذوذ السادات من مبالغة في الموقف، فان هناك حقائق لا تتغير تتلخص في ان الأمة العربية وثورتها المعاصرة ستجد نفسها والى امد طويل امام طريقين، طريق التخلي والمساومة والضعف والحرص على المنافع الخاصة وطريق الرؤية الثورية والتجرد الثوري والانطلاق من مصلحة الأمة ومن صورة مستقبلها كما يجب ان تكون، وبالتالي من موقف الصمود والنضال والتضحية والمثابرة، تغذيها بايمان متجدد وتعززها الانتصارات وخطوات التقدم المحتومة لان الأمة العربية دخلت ومنذ زمن في طور النهضة والصعود، في طور الانبعاث الحقيقي، ويبقى ان هذا الانبعاث لا يستطيع ان يواكبه او يشعر به او يؤمن به كل الحكام وكل الطبقات الحاكمة فلا بد من رؤية ثورية ولا بد من انحياز عميق الى مصلحة الجماهير الكادحة وارتباط مصيري بها وايمان لا يتزعزع بإمكاناتها وبأنها هي صانعة التاريخ. اما الحكام والطبقات التي تثقلها وطأة مصالحها الخاصة من طبقية وفردية وتعمي ابصارها وتبلد حسها، فهذه لم تكن في يوم من الايام ممن يصنعون التاريخ بل كانت هي العقبات في طريق الثورة وفي طريق التجدد ولا بد لحركة الانبعاث حتى تنمو وتتفتح وتكبر وتتصلب من ان تعارك العقبات ومن ان تعيش الواقع العربي بكل أمراضه لتحسن وضع العلاج له ولكي تتغلب على الأمراض والعقبات واحدة تلو الأخرى.

ان جماهير مصر العربية لئن كانت حتى الآن لم تثر ثورتها لتسقط الخائن ونظامه فلن يكون هذا ببعيد وقد اعطت جماهير شعبنا في مصر البراهين الكثيرة على ثورتها وروح التضحية عندها بما فيه الكفاية لكي لا يداخلنا ريب فيما سيكون موقفها وفيما هي حقيقتها وحقيقة معاناتها، ونحن نعرف ان اعداءنا الذين يملكون الوسائل الرهيبة، وسائل العلم الحديث المنصرف الى الشر والجريمة، كيف يتوصلون في فترات مؤقتة الى كبت حرية الشعوب وحصارها ولكن ذلك يبقى الى زمن محدود حتى تختمر الثورة وتؤذن بالانفجار..

 

ايها الرفاق

ما دامت حركتنا الثورية والثورة العربية بوجه عام، تتقدم وتقترب من النضج فان من مستلزمات النضج ان تأخذ من كل ظرف عبرته وفائدته، ان تأخذ حتى من النكسات ومن المؤامرات ما يساعد على مزيد من الوضوح في رؤيتنا ووعينا ومزيد من الصواب في سيرنا وفي تخطيطنا فموضوع مصر ليس جديدا والمناضلون البعثيون لهم معاناة خاصة في هذه العلاقة مع اكبر قطر عربي اذ كنا دوما نتمنى ان نجد التجاوب التام والفهم المشترك مع الجماهير والحركات التقدمية في قطرنا العربي مصر وكنا نصطدم ببعض الفروق نتيجة اختلاف في التجارب وفي الظروف ينعكس على الوعي العربي في مصر، وكان حزبنا اسبق واقدر من غيره على استكناه هذه الفروق وعلى فهم هذه الخصوصية لكي يكون اقدر على التعامل والفهم والتفاهم مع اخوتنا في مصر. ولكننا في الوقت نفسه نعترف باننا لم نبذل بعد كل الجهود المطلوبة من اجل عمل ضخم يسرع اندماج مصر في حركة الثورة العربية، وهذه مهمة تأتي الظروف الخطيرة الآن، ظروف المؤامرة لتنبهنا تنبيها فيه بعض العنف والقسوة لكي نولي هذه المهمة قدرا اكبر من العناية والجهد فلا يخطر ببالنا، ولا يجوز ان يخطر ببالنا لحظة واحدة، ان هناك تقصيرا من مصر وحدها، والتقصير عام ومتبادل ومشترك، وهذا ما يجب ان نعيه ونلح عليه ويجب ان نبدأ بأنفسنا ويجب ان ننبه الجماهير العربية في بقية اجزاء الوطن الى تقصيرها مثلما ننبه الطلائع الوطنية والعربية في مصر الى ضرورة مزيد من المبادرات نحو بقية الاقطار العربية ونحو حركة الثورة العربية لنتغلب على صعوبة هي عامل بطء في مسيرة الثورة العربية. هذا ما نستفيده من عبرة الظرف الراهن ولكننا في الوقت نفسه نؤمن بان ما يجري باسم مصر هو زائف ومزور ومفروض لا يمثل مصر وشعبها وأننا اقرب الف مرة الى جماهير مصر والى مشاعرها والى مصلحتها والى طموحاتها من هذا النظام الخائن المفروض بقوة الاجنبي والذي يتعارض مع ابسط بديهيات الواقع والتاريخ العربي.

قلنا ايها الرفاق بان الوضوح في الظرف الراهن لم يشأْهُ الاعداء بقدر ما فرضه سير النضال العربي، هذا الوضوح الذي جعل الامبريالية الامريكية تقوم بدورها الرخيص المفضوح لانجاز مؤامرة لا يمكن ان تصمد ولا يمكن ان تخدع احدا، معتقدة ان كسبها للسادات هو كسب لمصر في البدء، وللعرب فيما بعد، وان العرب يمكن ان ينخدعوا بنظرة السادات الى الصهيونية والكيان الصهيوني، وان يبرئوا الصهيونية من كل عنصرية ومن كل شر قامت عليه وان يبرئوا الكيان الصهيوني من كل اغتصاب ومن كل إثم اقترفه بحق العرب طوال عشرات السنين، وان يطمئنوا الى المستقبل والى ان التعايش ممكن وسليم العواقب. فهذه امور لم يعد الطور الذي بلغته الأمة العربية وجماهيرها وحتى الطبقات الحاكمة يمكن ان تقتنع بذلك وان يكابر احد في امور اصبحت حقائق في نظر العالم وفي نظر وعي وضمير الشعوب كلها. ذلك إذاً لن يؤثر على صراعنا التاريخي لا مع الصهيونية ولا مع الامبريالية ولكننا امام صدمة كالتي نواجهها مطالبون بان نتصور المستقبل وما يجب ان نعد لهذه المؤامرات من خطط ووسائل وما يجب ان نسلح به جماهيرنا من وعي وروح نضالية لكي تستمر المسيرة وتتصاعد فلا خوف ان يتمكن الاعداء من فصل مصر عن جسم الأمة العربية فالعرب قد دخلوا عصر الوحدة حتى عندما انتكست التجربة الاولى للوحدة كان انتكاسها درسا مفيدا وغذاء ضروريا لكي تأتي التجربة الجديدة وقد توافرت لها شروط من الصحة والنضج تضمن لها البقاء والنماء..

 

ايتها الرفيقات والرفاق.

هناك جواب واحد في ضمائركم وعلى ألسنتكم وفي ضمير كل عربي مخلص جواب للرد على المؤامرة، هو بالوحدة، تعرفه الجماهير بغريزتها ونعرفه بصلتنا العميقة بمصير امتنا وبفكرنا البعثي الذي انطلق منذ بدايته من النظرة الوحدوية واعتبرها اكثر اهداف الثورة ثورية، الرد على المؤامرة بالوحدة. ولكن يجب ان نستفيد من قسوة الظرف وصدمه العنيف لنفوسنا لكي نلتقط الصورة الحية، الصورة الصحيحة التي يجب ان تكون وتبنى عليها الوحدة، وحدتنا. وحدة البعث كانت منذ البدء وستبقى في تصورها الاول والدائم وحدة مواجهة، وحدة قتال، وحدة جماهير، جماهير مناضلة، ستبقى وحدة لا تستقر ولا تهدأ لان غايتها توحيد الأمة العربية كلها وتحرير الأمة العربية كلها فلن تغرق في بناء الدولة، وان كانت الوحدة لا تستغني عن الدولة، وان كانت الوحدة تحتاج الى ارض وتحتاج الى وسائل لكي تنطلق في اداء مهامها، ولكنها ستبقى متوترة نزاعة الى التقدم والى التوسع والى الهجوم، الهجوم لكسب الجماهير العربية قاطبة، لتجسيد آمال ومطامح هذه الجماهير في كل بقعة عربية. هذه الوحدة التي تبقى في أفق تصورها التاريخي، هذه وحدها قابلة للحياة وللاستمرار ولان تقوى وتزداد قوة. أما الوحدة التي تقنع وتفرح بداخل البيت وبان ترتب وتنظم ما هو داخل البيت وتنسى مهامها البعيدة فسوف تكون معرضة لان تذوي وتختنق من ضيق الأفق ومن الانشغال في الأمور الصغيرة ومن شحة الهواء، فالوحدة حتى لو كانت خطوة جزئية فهي الوحدة العربية ويجب ان تشعر وتعتبر نفسها دوما ممثلة للامة العربية في حالتها الثورية، في وضع الثورة لمواجهة اعدائها التاريخيين وفي وضع الثورة من اجل تحقيق نهضتها وحضارتها...

 

ايها الرفاق

قلت في بدء حديثي باننا لا نستخف ولا يجوز ان نستخف بالمؤامرة الكبيرة التي نجح الاعداء، ولو في الظاهر، في تنفيذها، وقلت ايضا باننا رغم حملها على محمل الجد ورغم تنبهنا لكل مخاطرها فإننا نشعر باننا أقوى من أي وقت مضى علي مواجهتها ومواجهة كل المؤامرات واننا قد استطعنا حتى الآن ان نكون للثورة العربية سمات وملامح وشروط العمل التاريخي، وان نكوّن الجسم الحي العضوي الذي ينمو نموا طبيعيا سليما ويستقطب كل ما حوله، فلا تجد الامة أنّى تلفتت إلا هذا العمل ذا القسمات الواضحة الذي تطمئن الأمة الى ان تصب فيه جهودها وان ترفده بالقوى الجماهيرية تباعا. هذا انجاز ليس بالسهل. وعندما تصل حركتنا الى هذا الحد من التكوين الصحي الذي يكتسب ثقة ومصداقية، نستطيع ان نواجه المستقبل بروح العزم والتفاؤل لان كل شيء سيتحول الى غذاء لهذا العمل التاريخي، النجاح والفشل، السهولة والصعوبة، ذلك لاننا كما قلت أمة في مرحلة الانبعاث نعمل لمدى اجيال طويلة ونعمل من الداخل وننمو من الداخل بينما اعداؤنا يعملون للظرف القصير، للوقت القصير، للنفع العاجل، ليس لهم جذور في الارض وليس لهم رسالة تحدوهم وتلهم مسيرتهم، فهذه المؤامرة هي واحدة من مؤامرات عديدة سبقتها بل هي محصلة للمؤامرات التي سبقت ولن تكون الاخيرة لان الاعداء لن يتوقفوا عن عدوانهم واطماعهم، واننا نواجهها الآن، بما اعددنا في السنين الماضية، نواجهها بحصيلة نضالنا الطويل السابق لذلك نشعر بثقة بالنفس لانها لا تفاجئنا ولا نرتجل المواجهة ارتجالا. كذلك نجاحنا في المستقبل يتوقف على اعدادنا منذ الآن لأن الحركة الثورية اذا لم تستطلع المستقبل وتعد له وتعمل بهدي مقاييسه ومتطلباته فانها لا تكون ثورية حقا..

 

ايها الرفاق

فكرتنا منذ البدء هي هذا التطلع الى المستقبل هذه الرؤية الثورية التي نحاول فيها جهدنا ان نرى صورة المستقبل فنطبق شروطه في الحاضر حتى نساعد على ولادته، نعزف عن العاجل من اجل المستقبل، لا نهمل الحاضر ولكن بعقلية ونفسية الذين يبنون المستقبل هذا هو بالذات التفكير الوحدوي الذي ميز حركتنا، هذا هو المناخ الذي نبتت ونمت فيه الفكرة الوحدوية في حزبنا لان الوحدة عندما قام الحزب كانت مجرد فكرة وابعد الأفكار عن إمكان التحقيق، ولكن الحزب آمن بأنها هي أقوى من الحقائق كلها، ومنها ومن هذا الايمان، من هذه القناعة استمد قوته على الصمود والاستمرار حتى وصل الى الحد الذي يستطيع فيه ان يجسد فكرة الوحدة..

 

ايها الرفاق

هذا المنطلق الوحدوي هو المنطلق الثوري، وثورية البعث واخلاقية البعث حيث تلتقي الثورية بالاخلاقية ويندمجان معا لأن الوحدة تتطلب التجرد، تتطلب التضحية بمصالح آنية كثيرة، تتطلب النظر البعيد والصبر والعمل الدؤوب حتى تخرج الأمة الى حيز الواقع، لأن الأمة بدون وحدة هي مشروع أمة فقط. هذه النظرة التي ابتدأ بها البعث هي التي يجب ان نعود اليها دوما لكي نقوى على مواجهة الصعاب، نقوى على مواجهة الظروف الخطيرة، اي ان البعث هو دوما للأمام وللمستقبل وللأمة، للآخرين من شعبنا، لتأريخنا، لاجيالنا. هذه النظرة هي التي تستطيع ان تجمع الأجيال المناضلة من البعثيين قديمها بحديثها، لأن الاجيال الحديثة اذا لم تعش في ذلك الجو الذي بدأ منه البعث، فان المبادئ التي تعمل لها قد تفقد شيئا من حيويتها. في كل ظرف خطير هذه الرؤية الصافية الصادقة هي التي وضعتنا على طريق النضال والتضحية والسعادة الفائقة لخدمة امتنا والسلام...

 

28 آيار 1978

 

(1) حديث مع طلبة الدورتين الثالثة عشرة الخاصة والتاسعة عشرة العامة بمدرسة الاعداد الحزبي في 28/03/1978.

 

 

الصفحة الرئيسية للجزء الخامس