ميشيل عفلق

في سبيل البعث - الجزء الخامس


المستقبل لن يُبنى الا بالعلم وفي منظار الوحدة العربية

 

من الصعب ايها الأخوة(1) ان أعبر عن مدى سعادتي بلقائكم وانتم تمثلون في نظري حقيقة امتنا ومستقبلها، تشكلون حقيقتها العميقة التي شابتها الشوائب في فترات من الزمن فأضعفت الثقة بامكانيات الأمة العربية رغم انها كانت صانعة حضارة من اكبر حضارات العالم، وتمثلون المستقبل العربي بهذه الوحدة، بهذا التضامن والتكامل الذي تجسدونه في مجملكم، وترمزون الى ان المستقبل العربي لن يبنى الا بالعلم، بالتفكير العلمي الموضوعي الدقيق المتحرر الجَسور المستكشف. وايضا تشيرون باجتماعكم هنا الى ان المستقبل العربي لن يتحقق كما نتمناه الا في منظار الوحدة العربية وفي الشعور باننا امة عظيمة ولها رسالة انسانية، واننا اذا لم نحتل مكاننا في هذا العالم وبين أممه فان العالم كله يبقى مختلا ويبقى مفتقرا الى عنصر اساسي في تكوينه.

 

ايها الاخوة

إنني بلا شك فخور بجهود رفاقي في هذا القطر العظيم. انهم من نوعية الأبطال الرواد الذين يعملون بإيمان ورجولة ليل نهار ويبنون لهذا القطر وللأمة العربية كلها، ولكنني اقول لكم ايضا ببساطة أنني فخور ومن باب اولى بالإنسان العربي في كل مكان وبالشعب العربي الذي هو الأصل والمنبع للبطولات والأبطال، وان قلبي ليهتز فرحا وسعادة كلما رأيت أخوة لنا من اقطار عربية مختلفة يجتمعون في قطر عربي ويتعاونون تعاون الإخوة وفي سبيل المصير الواحد المشترك، واليكم تحياتي واعجابي.

وارجو ان نجتمع في فرص ومناسبات اخرى يكون فيها الحلم الأكبر قد تحقق او سار في طريق التحقيق وهو حلم الوحدة العربية.

 

1974

(1) من حديث مع العاملين بوزارة التخطيط في بغداد بتاريخ 20 حزيران

 

 

 

الصفحة الرئيسية للجزء الخامس