ميشيل عفلق

في سبيل البعث - الجزء الخامس


التفاعل الخلاق بين الشعب والقائد

 

 

الاخ الحبيب والرفيق العزيز الرئيس صدام حسين المحترم

يسعدني ويطيب لي في ذكرى قيام ثورة تموز المجيدة وألقها المتجدد، أن اوجه اليك والى رفاقنا المناضلين في الحزب والى جماهير الشعب أجمل التهاني واعمق عواطف المشاركة والمحبة والاخاء والتقدير.   

ان ما تحقق في هذا العام الاول لرئاستك من انجازات كبيرة ومواقف شجاعة وتفاعل صميمي رائع مع جماهير الشعب يشكل تحولا نوعيا كبيرا في حياة الحزب والثورة وحياة الجماهير الشعبية في هذا  القطر العظيم، ولو انه لا ينفصل عن كل ما بذلته من عمل دؤوب متصل في بناء الثورة ودولتها وفي بناء المجتمع القومي الاشتراكي الحديث والمواطن الواعي المسؤول، وما قدمته من إنجازات ضخمة لمصلحة جماهير هذا القطر ولمصلحة الامة العربية طوال السنين التي مضت على قيام الثورة المجيدة بالتعاون الصميمي مع الرفيق العزيز القائد احمد حسن البكر وبمشاركة رفاقك الاوفياء المناضلين في الحزب.   

ان كل الصفحات المشرقة للثورة وكل الانجازات العظيمة وكل البناء المتين الرصين الذي خطط له عقلك المبدع وايمانك النابع من روح الامة وتراثها، وارادتك التي هي إرادة الرجال التاريخيين تجمعت كلها وتلخصت في هذا الانجاز الثمين الذي يفوق كل الانجازات الا هو علاقة الحب المتبادل بينك وبين الشعب على اروع ما يكون الحب والثقة والتفاعل والانسجام في اندفاع عفوي عميق متطلع الى العمل التاريخي، وهذا أعز ما كان يطمح اليه الحزب لانه التعبير الصادق عن حقيقة حركة البعث وعن اصالة منشئها وطموحها الحضاري.   

 ان هذه الصورة الحية للديمقراطية بمضمونها السياسي والاجتماعي والشعبي التي تحققت في هذا  القطر والتي كانت اولى ثمرات التفاعل الخلاق بين الشعب والقائد، إنما تحمل من الطاقة الروحية واصالة الاخلاق العربية، امكانات للاشعاع والتأثير تتجاوز حدود القطر العراقي الى المحيط العربي والانساني. هذه الديمقراطية هي تعبير عن وضع صحي قوي وعن حالة شعب يتحفز بكل فئاته وبكل قدراته الى النهضة والتقدم والعطاء والتضحية وهي بهذا المعنى ديمقراطية تحمل بذور الوحدة العربية وروحها وتستطيع ان تتخطى الحدود القطرية والحواجز المصطنعة لتصل الى قلوب الجماهير العربية التي تعاني من الاوضاع المريضة الفاسدة لتشعل فيها نور الامل وشرارة الثورة.

     أيها الرفيق العزيز

    ان سعادتي عميقة وغامرة برؤية الملامح الصادقة لصورة البعث متجلية في التجربة الثورية في العراق الحبيب بخلاف ما اصاب صورة الحزب من تشويه وامتهان في قطر عزيز تعيش جماهيره المأساة كل يوم، لقد ادركت منذ البداية ان تاريخ حزب البعث ومستقبله مرتبط بمصير هذه التجربة لا لأنها تزخر بالروح النضالية والكفاءات الغزيرة والمزايا الكثيرة فحسب بل لأنها تجسد فكر البعث وتصوره الاساسي في عمق واصالة اتجاهه وعظم طموحه في المشاركة الجدية المخلصة في المصير العربي وفي نضال جماهير الامة العربية في سبيل الوحدة والحرية والاشتراكية، وفي التفهم الجدي والمسؤول لحقائق العصر وطبيعة التقدم وشروطه والاتصال الحي بثورة الاسلام الخالدة كثورة عربية انسانية نموذجية.     

 واستطيع القول دون تردد ان حزبنا وشعبنا في العراق بقيادتك الحكيمة الفذة وفكرك العلمي الحديث وخلقك العربي الصافي قد جسد الصورة الصادقة للبعث ولفكرته القومية ذات المضمون العلمي والافق الحضاري والبعد الروحي النابع من

رسالة الاسلام العظيم.  

 وكان طبيعيا لثورة البعث في العراق المستندة الى هذه المقومات الايجابية ان تحتل كذلك المكانة العربية والدولية المرموقة وان تأخذ دورها القيادي في بلدان العالم الثالث ومجموعة دول عدم الانحياز وان تجسد باقتدار مبدأ البعث في الاستقلالية والحياد الايجابي. حفظك الله ورعاك لحزبك  وشعبك وامتك العربية والسلام.

 الرفيق ميشيل عفلق

 الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

 16 تموز 1980  

 

(ا ) رسالة الى الرفيق القائد صدام حسين بمناسبة ذكرى ثورتي تموز المجيدتين والذكرى الاولى لتسلم الرفيق القاند صدام حيسن الموقع الاول في الحزب والدولة.

 

 

 

الصفحة الرئيسية للجزء الخامس