ميشيل عفلق

في سبيل البعث - الجزء الرابع


حول أسلوب التكتل

 

أيها الر فاق(1)

إن الأعضاء كباراً وصغاراً يجب أن يخضعوا للنظام الداخلي للحزب، هذه مبادئ عامة وهي وحدها المقبولة.. وسأحاول أن اشرح نظرتي والدوافع التي دعتني إلى اتخاذ مثل ذلك الموقف وهو.. (السفر إذا نشر قرار فصل الاستاذ صلاح في الصحف). اذا كان بعض الرفاق لا يعرفون المشكلة إلا بنتيجتها في ذلك اليوم فإنها قديمة وقديمة جداً، وهنا في هذا المؤتمر من يعرف موقفي منها منذ القديم، ويعرف أني دوما كنت أعترض على الانسياق في مثل هذا الطريق الضال خوفا على الحزب، وكانت الأحداث تأتي لتزيدني اقتناعاً بأن ذلك الطريق لم يكن طريق الخير والنجاح بل العكس تماماً. المبادئ العامة قام الحزب اساساً عليها، ما كان ليستطيع المضي في طريقه وأن يناضل ويلفّ حوله جماهير الشعب، وينتشر في شتى الاقطار العربية، ويدوم عشرين سنة وأكثر لو لم يكن صحيحاً. وهذا لا يمنع بالطبع من القول بأن هناك أمراضاً.

رفاق كثيرون في مسؤولية القيادة والسلطة يعرفون موقفي منذ أن ظهرت هذه الأزمة في الحزب، يعرفون بأني اكتشفت ما فيها من اصطناع وتزييف وافتعال، وأنه بالإمكان دوماً أن تتخذ بعض الأخطاء والتصرفات حججاً وذرائع من اجل تنفيذ خطة مقصودة وغرض مبيّت، وعندما أنتبه لذلك وأعترض وأحذر وأخاف، لا أخاف على صلاح البيطار.. لا أعرف كيف أصف الدرجة التي أحب فيها الحزب.. صلاح صديق العمر لي، هذا صحيح وتلازمنا وبقينا سنين طويلة ونحن في موقف واحد ننظر إلى القضايا العامة، ونحلل الأوضاع القومية لنقوم بخدمة ما، لنعمل شيئا لجيلنا ولوطننا، ولم يكن العمل سهلاً. وآخر الأمر صممنا وبدأنا وتعثرنا كثيراً، كل هذا الماضي الطويل يجعل من رفقتي وصداقتي لهذا الزميل شيئاً ثميناً وقوياً ولكني لا يمكن أن أضع فوق الحزب الذي من خلاله أرى مصلحة الأمة، أي شخص أو ولد أو بشر. ولكن هو خوفي على الحزب، وأعرف متى تكون المبادئ مطبقة لنفسها ومتى تكون مطبقة لدوافع ومصالح شخصية لا يقصد بها مصلحة الحزب، بل تنفيذاً لخطة حفنة من الأشخاص تحركهم الأغراض والنزوات، وأعتقد بأن ما وصلنا إليه هو دليل ساطع كالشمس بأن هذه الطريقة والخطة ليس فيها ضمير، وان اشياء كثيرة قد دخلت على هذا الحزب مفتعلة، تبين أن خطة وضعت لإقصاء أشخاص معينين، إذا ما أُقصوا فيمكن عندها للجماعة أو للشلة أن تنفرد بقيادة الحزب والسلطة، وتبرر في سبيل ذلك كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة.

جاء هذا المؤتمر بتصميم لأن يكون إنقاذا للحزب والبلاد، وان تسوده روح المحبة رغم كل شيء، وأنا لا أقول المحبة تعني التسامح مع الإقطاعي، بل في داخل الحزب يجب أن نحتكم إلى المحبة، فنحن أيها الرفاق في معركة تاريخية إما أن يصمد فيها هذا الحزب ويتحقق أمل كبير للأمة ويفسح المجال أمام تجربة ثورية بأن تبني نفسها شيئاً فشيئاً، أو أن تتبخر وتتلاشى في هذه المعركة. كان من المفروض، كان العقل والوجدان والروح الحزبية والقومية، كل هذا كان يقتضي بأن نكون أشد تماسكا وتراصاً وتضامناً من أي وقت مضى، لا أن نفتح معركة داخلية في الحزب من الصراع على المراكز والمناصب والقيادات ونلهي الحزب بهذه الأشياء وننسى اننا محاطون بالأعداء. أن من يستلم حكما يجب أن يعطي كل يوم وكل شهر شيئاً جديداً للشعب حتى يحصن الحكم نفسه أمام مؤامرات الأعداء. في هذا الظرف بالذات كنا واثقين ببعضنا فإذا بالمعركة تفتح، ونفاجأ بمعركة مفتعلة مصنوعة ولو أنها ارتكزت أيضاً إلى أشياء حقيقية من نواقص في الحزب والأشخاص. ولكن هناك فرقاً كبيراً بين تذرعنا بالنواقص هذه، للتهديم، وبين أتمامها وإكمالها. كيف أجاز البعض لنفسه في مثل هذه الظروف القاسية أن يبدأ مثل هذه المعركة؟! انا عرف أن الخطة قديمة ولكنها لم تتخذ هذا الإسراع في التنفيذ إلا في وقت معين وعندما ظهر بأن السلطة قد خلصت للحزب، أي في اللحظة الثمينة النادرة التي أتيحت للحزب كي يعطي ويقدم ويستقطب الجماهير في سوريا وأن يكسب ثقتها ويسترعي اهتمامها في الأقطار العربية الأخرى، في هذه اللحظة التي كان يطلب منا فيها الوحدة التامة في الحزب كي نتمكن من التحقيق والانجاز، فتحت معركة الانقسام. لم يكن صلاح البيطار إلا وسيلة ومناسبة وأداة، لم يقصد بشخصه، لذلك نبهت إلى الخطر.. لم أكن أقصد شخصا مهما كانت قيمته وكفاءته -ومهما كانت معزته عندي - وإنما كنت أقصد الحزب. ثم تتالت الفصول للخطة، وعندما لا نبت في خطر كهذا الخطر ولا نوقفه عند حده فأن الأمور كلها تضطرب وتختّل، وعندها يمكن أن يُدفع الشخص المخلص دفعاً ودون انتباه وتقدير للعواقب إلى المخالفات، إلى أعمال يائسة.. الأشياء التي جمعت وضخمت واختلقت على صلاح البيطار قبل المؤتمر القطري لم تتناوله في إخلاصه للحزب وفي عقيدته ومبادئه وإنما تناولته في بعض تصرفاته بالحكم، ولكن فيما بعد تطورت الأمور وبشكل أراني مضطراً أن أصرح ببعض الأشياء..

بعد نكسة العراق وقد أطلعتم في جلسة أمس على أشياء كثيرة من هذه الصفحة، بعدها شعرنا كمسؤولين عن هذا الحزب وعن ماضيه ومستقبله اننا مطالبون بعمل سريع وبنقد ذاتي، نرفع فيه عن الحزب مسؤولية أخطاء وتصرفات أستغلها أعداء الحزب في العراق وخارج العراق وضخموها عشرات المرات وأضافوا إليها واختلقوا، لكن لا شك أنه كان هناك لها أساس من الحقيقة سمح لهؤلاء الأعداء والخصوم لأن يتمادوا في الافتراء، فشعرنا بخوف مشروع علي الحزب من أن ينال منه الأعداء ويشككوا فيه وفي عقائديته وتكوينه كله، اذا كان الحزب يسمح لمثل هذه الأخطاء أو يتغاضى عنها أو يعجز عن تصحيحها في حينها. هذا ينال الحزب مباشرة وفي الصميم، وبالتالي يضع سداً منيعاً بينه وبين الشعب وإلى سنين. وعند ذلك على الحزب أن يبذل جهوداً كبيرة لإزالة هذا السد.. وعندما جاء رفاقنا العراقيون الذين أبعدوا إلى اوروبا ثم عادوا إلى دمشق واجتمعوا في جلسة بالقيادة القومية، صارحناهم بعض المصارحة لا كلها، لأنهم كانوا في حالة من الانفعال والتأثر، وشملتنا هذه الحالة ومنعتنا من المصارحة الكاملة، انهم رفاق وحالتهم لا بد أن تؤثر فينا، ولكن قلنا لهم: أن ما نعهده فيكم من روح حزبية عالية تجعلنا نأمل ونتوقع منكم أن تقدروا ظروف الحزب وظروف البلاد، دون أن ينبهكم أحد إلى ذلك. ولكن الرفاق بقوا في حالة التأثر وقالوا بأنكم تطردوننا طردا او شيئاً من هذا، وكان هذا كلاماً قاسياً ولا أريد أن أطيل أكثر من هذا في الموضوع. المهم أن هذا أيضاً صعّب علينا المهمة وأخّر علينا عملية النقد الذاتي التي كانت واجبة، ليبقى الباب مفتوحاً وواسعاً بين الحزب وبين جماهير الشعب، ويبقي على وحدته الداخلية ويبعد عنه التمزق والتشتت في الاجتهادات، ولعكم عشتم وشاهدتم مظاهر تلك الأزمة في تلك الأيام القاسية، ولكننا نحن شاهدنا الشيء الكثير سواء من رفاق العراق أو من خارجه وبعضهم أخذ يستغيث أن يبرأ الحزب من الأشياء التي تنسب إليه، سواء استطاع المستلمون الحكم بعد النكسة ألا يصدروا فضائح الحزب ولو كانت بأكثريتها مزورة. وعليه أُجلت عملية النقد التي كانت لها فوائد كبيرة.. اعتقد أن صلاح البيطار مهما ظن فيه بعض الرفاق ومهما بلغت الانفعالات الشخصية لا يمكن أن ننكر عليه بأنه احد مؤسسي هذا الحزب منذ اللحظة الأولى لوجوده، وأنه وضع فيه كل كفاءاته وأتعابه، وبالتالي يشعر كما يشعر كلنا بالغيرة على الحزب وعلى سمعته، ويتألم أعمق الألم إذا لم يرتفع من الحزب صوت جريء موضوعي ليقول للعالم كله: كلا ليس البعث فاشياً، لا يجيز البعث التقتيل والتعذيب، لا يجيز هذه التصرفات اللا إنسانية. إن أشياء كثيرة زُوِّرت على الحزب ولكن وقعت بعض الأخطاء، وعلى الحزب أن ينقدها برجولة، وتعرفون أني قلت كلمة مختصرة جداً بمناسبة مهرجان نصرة عدن وضمنتها أسطراً معدودة من النقد الذاتي بصفتي الأمين العام للحزب. وصحيح أن صلاح البيطار تصرف تصرفاً فردياً عندما نشر تصريحاً في الصحف، ويعرف بعض الرفاق وهم حاضرون كيف كان رد الفعل عندي عندما قدموا لي الجريدة، ولكني أقول بكل صراحة أن التذرع بهذا لفصل صلاح من الحزب كفر.. وليس هذا انتصارا لشخص، كلا! وإذا كنا سننتصر لأشخاص بعد هذه المآسي فلسنا بشراً، ولكننا سننتصر لقيم حزب مناضل منذ عشرات السنين يقدم لهذه الأمة التي ظلت مئات السنين تشكو من ضياع القيم الإنسانية. اذا كان الحزب سيفكر بمثل هذه القيم ويتذرع بهفوة ليفصل مؤسسا للحزب، ماذا نقول للناس وللشعب، الذي يجب أن نقدم لهم قيما جديدة، إذا كنا نحن نتشفى من بعضنا..؟ اعرف أن المنطق يعطي أسلحة جديدة لكل من يبرر، وأعرف هذه المبررات والحيل ولكنها لا تنطلي علي بكل صراحة. ولما لم أجد التجاوب التام أو بالاحرى لم أجد عملا يوقف مثل هذه الأساليب التي تكاد تودي بالحزب، وإلى اين نحن سائرون، عندها نعم فكرت في السفر وذهبت إلى رفاقي في القيادة القومية، وقلت أن هذه الحالة لا تطاق، وغداً إذا نشر الخبر في الصحف سيعتبر كارثة للحزب، وأخبار المؤامرات من كل جانب تحاك ضدنا، فلماذا هذه الضجة الآن؟ ولماذا هذا الدليل الجديد على التصدع وعلى الانهيار؟ بوسع بعض الرفاق أن يظهروا الأمر على غير هذه الصورة، بأن هذا بداية للحياة الجديدة: انضباط، خضوع للنظام.. ولكن بصراحة أقول: لن تنطلي عليّ هذه الأقوال.

أنا تكلمت في المؤتمر القومي عن التكتل الذي نعرف أصوله منذ زمن الانفصال وتتبعناه وكان يقوم على إبعاد أشخاص معينين عن الحزب.. وبشكل وبكلام صريح واضح، كان يقوم على إبعاد صلاح وميشيل عن الحزب، على مراحل، وقد أُبعدنا فعلا عن التنظيم، ولم نصرح في ذلك وأنا هنا أريد أن أتكلم عن شخصي، لأني لم أتكتل مع أحد طوال حياتي الحزبية.. ويعرف الرفاق أنني اختلف في أمور كثيرة مع الأستاذ صلاح، ولكن نحن انتبهنا إلى هذا الأسلوب غير السليم وغير البناء.. هناك وقائع كثيرة أكتفي بواحدة منها: في شهر تشرين من عام 1962 سافرت إلى الجزائر بمناسبة أعياد الثورة وبقيت مدة خمسة وعشرين يوماً غائباً عن سوريا، وعندما عدت وجدت نشرة داخلية من خمس عشرة صفحة، وزعت في غيابي، في سوريا وخارجها، صادرة عن القيادة القطرية المؤقتة لسوريا بعنوان (أزمة الحزب) فيها مغالطات وتجريح بماضي الحزب كالذي هو في هذا التقرير(2)، أي من يقرأ هذه العبارات التي تصدر عن الحزب، والتي تقول أنه لم تكن فيه إلا التكتلات والصراع بين القادة الكبار وانه لم يتحقق الانسجام فيه يوماً من الأيام.. يتساءل المرء كيف يمكن لحزب كهذا أن يعيش هذه المدة وأن يحقق ما حققه من انتشار؟!.

في المؤتمر القومي، أيها الإخوان، تكلمت عن هذه الظاهرة، وقلت أنه قد يكون الذين بدأوا هذا الأسلوب، قد يكونون مدفوعين بدوافع خيرة، بدوافع الغيرة على الحزب وإرادة النفع له، لهم قناعتهم، وقد يكونون مصيبين في وضع تصور حل أزمة الحزب، بذهاب فلان وفلان، وأشياء أخرى أيضاً، ولكنهم يعتقدون أن ذهاب شخصين تحجرا ولم يعودا من جيل الشباب... يمكن أن يكون ذلك!! ولكن الأسلوب غير سليم، لأن الذين ندعوهم إلى هذا التكتل باسم مصلحة الحزب، لينقذوا الحزب من عادات وجمود.. هذه الدعوة بأسلوب التكتل ستشوههم، فلن يكونوا المنقذين للحزب طالما أنهم بدأوا الإنقاذ بعملية غير سليمة، ثم كي ينجحوا في التكتل لا يتحرون النوعية، يكونون في الأول مجموعة من (5-10) من نوعية جيدة ونشيطة، تهيئ الحزب لانطلاقة جديدة، ولذلك افترضت دوما النية الحسنة، ولكني كنت متخوفاً دوما من الأسلوب، وأن يتحول التكتل من بعد إلى نوع من العادة وإلى تضامن قد لا يكون دوماً على الخير. صحيح أن الحزب كان يشكو دوماً من ضعف الروح النظامية، هذا صحيح، وصحيح أنه يجب أن يقفز قفزة نوعية أيضاً، وهذا ما نحلم به. ولكن يجب أن يكون البدء أيضاً نظاميا وإلا تشوهت العملية كلها منذ البداية.

لا أظن انه يخطر على بالكم بأنني عندما أتخوف من الأسلوب أكون متخوفاً على شخصي وبقاء مركزي في الحزب، قلت لكم بالأمس وأكرر بأني من سنين طويلة، وقد يكون من السنوات الأولى لتأسيسه ولاعتبارات كثيرة كنت أتمنى بإخلاص وصدق أن أكون عضواً عادياً في الحزب وأن أقدم أحسن ما عندي للحزب دون أن أكون في قيادة ما او في منصب ما. أحياناً كثيرة كنت اشعر وأتصور بأنني ربما أكون عقبة في طريق هذا الحزب، وإذا جاز لي في هذه المناسبة أن أصارحكم ببعض ما اختلج في نفسي بحياتي الحزبية، أقول لكم بأنني أصبت ببعض العقد النفسية، كنت أشعر أن أعداء الحزب يحاولون طعن الحزب وإضعافه من خلال شخصي، من جهة، لاعتبارات معروفة، ومن جهة ثانية، ليس عندي طموح الزعامة، وهذا نقص كما أظن. كنت في تناقض.. فمن جهة أشعر بغيرة على الحزب لأنه يعادل حياتي كلها، ومن جهة ثانية أشعر أنني عقبة في طريقه، وتستطيعون أن تقدروا الآلام التي انتابتني خاصة هذه السنة في الأزمة مع عبد الناصر.. وقد كان واضحاً لي حيث هذه الأجهزة لا بد أن تستغل هذه النواحي، وكنت بيني وبين نفسي أفتش عن مهرب اذا شئتم فلا أجد. لا استطيع أن أترك الحزب ولا اقبل أن أضره. وتريدون تفاصيل أكثر من ذلك فهذه ليست أوهامي، بل حقائق حين حدثت ثورة 14 رمضان كنت والبيطار في تنزانيا، وعدنا وفي مطار القاهرة شاهدنا محرر أخبار اليوم، وكان المتكلم الأستاذ صلاح، وكنت قليل الكلام، وطرح علي أسئلة وأخذ يكتب، وفي صحف القاهرة نسب الكلام بأجمعه لي "زعيم حزب البعث ومعه عضو في الحزب"، وشعرت أن الخطة بدأت منذ ذلك اليوم لإبراز إسمي وطعن الحزب. هذا شيء من الأزمة التي نعانيها في داخل الحزب. لذلك نحن في مراكز لا نحسد عليها، وفي كل مؤتمر قومي أحاول أن أبتعد ثم أجد نفسي بشكل من الاشكال مضطراً للقبول، وفي هذه المرة في المؤتمر القومي السادس أخذت أخاطب نفسي وأقول لا يجوز أن اخطىء وأقبل.. وضغطوا علي وقبلت ولكن هذه الغيرة على الحزب وهذا الحب يعطيني الحق في أن أصرح، والمسألة ليست مسألة صديق عزيز علي بل المسألة أخلاقية: ليست بهذا الشكل تبنى الثورة العربية وتصحح الأخطاء وتقوم الأوضاع الفاسدة منذ مئات السنين، وليس بهذا الشكل يكافأ الأشخاص الذين وضعوا حياتهم في الحزب. ثم أن هناك أموراً تتعلق بالناحية السياسية، فعندما يفصل شخص من هذا الوزن فله معنى كبير في علاقة السلطات بعضها ببعض، لذلك انا أعتبر بأن الموضوع جدي، وأن من واجب هذا المؤتمر الذي دفعته الحساسية للحرص على النظام، جدير به أن يعيد النظر في مثل هذا القرار الذي فصل بموجبه الأستاذ صلاح.

3 شباط 1964

(1) كلمة ثانية في المؤتمر الفطري السوري الاستثنائي في 3 شباط 1964.

(2) تقرير القيادة القطرية في سوريا للمؤتمر القطري الاستثنائي.

 

الصفحة الرئيسية للجزء الرابع