ميشيل عفلق |
في سبيل البعث - الجزء الأول |
حول الإنقلاب
اذن اعطينا ثلاث صفات لهذا السبيل : ا -
الوعي للشروط التاريخية والاجتماعية، اي انه عارف لماذا.
كان هذا التحول ضروريا للامة. 2- الاخلاق، اي ان عليه ان
يكون في الطليعة وان يخرج من العدد المنفعل المستسلم
للاوضاع.
3- الايمان،
اي انه لايكفي ان يكون فاهما لضرورة التحول ومقدرا
لمسئوليته بل يؤمن بأن القدر
والتاريخ وكل الظروف
مهيأة لنجاح هذا الانقلاب. ومنها وصلنا
الى القول بان السبيل الجديد هو
وسيلة الانقلاب، ويعتمد هذا الجيل على الفرد، لان الوعي
والايمان يفتش عنهما في الافراد لا في المجتمع. ما دام الانقلاب هو من اجل بناء مستقبل جديد يختلف عن الحاضر اختلافا جوهريا فما هي معالم هذا المستقبل؟.. نحن لا نقول ان معالمه محددة منذ البدء ومرسومة منذ الماضي، وعندها يكون الانقلاب رجعة، كلا، نقول ان معالمه وخطوطه تحددها حاجات الامة التي تهتدي اليها بملء الحرية دون ان تكون مقيدة باي قيد. فالامة عندما تعي ذاتها ومكانتها في العالم وفي الزمن وتريد ان تتحرر من المرض والنقص تخلق وسائل تحررها ولا تستمد هذه الوسائل من اي شيء سابق. وقلنا ان هذه هي الطريقة الوحيدة التي تضمن مجيء هذا الانقلاب وهذا المستقبل منجما هو روح الامة واصالتها. أي بقدر ما تكون الامة حرة بالسعي نحو مستقبلها تكون منسجمة مع نفسها مخلصة لشخصيتها وعبقريتها وبالعكس، اذا وضعت قيودا لنفسها تخون شخصيتها وتبتعد عن روحها، وفي الماضي عندما كانت الروح العربية متجلية بقوة اوجدت لنفسها وسائل تحقيق ملائمة لظروف الزمان والمجتمع. والوسائل ليست من نفس جوهر الروح اي ليست شيئا اصيلا، اما الاصل فهو المستوى الروحي، فالعرب عندما يسترجعون المستوى الروحي العالي ويتفوقون عليه تكون الوسائل متلائمة مع روحهم بالنسبة للعصر. عندما نمشي بالابداع والحرية وتلبية حاجات صادقة وعميقة في حياتنا الحاضرة نلتقي بالروح التي كانت مهيمنة على ماضينا. عام 1950 |